ام دوم اون لاين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

    بابكر كلمون
    بابكر كلمون
    الرواد
    الرواد


    عدد المساهمات : 9
    تاريخ التسجيل : 19/05/2009

    هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة Empty هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

    مُساهمة من طرف بابكر كلمون الأحد مايو 31, 2009 2:37 am

    وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر، فقال له: إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة، فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله! قال: الصحبة، وبكي أبو بكر رضى الله عنه من الفرح، وقدم أبو بكر راحلتين، كان قد أعدهما لهذا السفر، واستأجر عبد الله بن أريقط، ليدلهما على الطريق.
    وقد أثبتت الهجرة النبوية أن الدعوة والعقيدة يتنازل لهما عن كل حبيب وعزيز وأليف وأنيس وعن كل ما جبلت الطبائع السليمة على حبه وإيثاره، والتمسك به والتزامه، ولا يتنازل عنهما لشيء. وقد اقترن تاريخ الدعوات العظيمة والديانات القديمة بالحركة، حركة الأفراد أحيانا وحركة الجماعات أحياناً كثيرة.
    وقد كانت مكة فضلاً عن كونها مولداً ومنشأ للرسول وأصحابه، مهوى الأفئدة ومغناطيس القلوب، ففيها الكعبة البيت الحرام الذي جرى حبه منهم مجرى الروح والدم، ولكن شيئاً من ذلك لم يمنعه وأصحابه من مغادرة الوطن، ومفارقة الأهل والسكن، حين ضاقت الأرض على هذه الدعوة والعقيدة وتنكر أهلها لهما. وقد تجلت هذه العاطفة المزدوجة عاطفة الحنين الإنساني وعاطفة الحب الإيماني في كلمته التي قالها مخاطباً لمكة: " ما أطيبك من بلد وأحبك إليّ، ولولا أ، قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك "(2).
    وذلك عملاً بقول الله تعالى:
    { يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون }(1).
    إلى غار ثور:-
    وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من مكة مستخفين، وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما بمكة، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاراً ويريحها ليلاً، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام.
    تصوير المدينة عند الهجرة:-
    اختلاف بين المجتمع المكي والمجتمع المدني: ولكي نأخذ وصرة إجمالية صحيحة عن مدينة يثرب التي اختارها الله دار هجرة للرسول، ومنطلق للدعوة الإسلامية في العالم، ومهد أول مجتمع إسلامي يقوم بعد ظهور الإسلام يجب أن نعرف وضعها المدني، والاجتماعي، والاقتصادي، وصلة القبائل المقيمة فيها، بعضها ببعض، ومركز اليهود فيها، الاجتماعي، والاقتصادي، والحربي والواقع الذي كانت تعيشه هذه المدينة الخصبة الغنية، التي التقت فيها ديانات، وثقافات، ومجتمعات مختلفة، بخلاف مكة ذات الطبيعة الواحدة، والطابع الموحد، والدين المشترك.
    الوضع الطبيعي:-
    كانت يثرب عند الهجرة النبوية منقسمة إلى عدة دوائر، تسكنها بطون عربية ويهودية، وكل دائرة تابعة لبطن من البطون، وكانت الدائرة تنقسم إلى قسمين: يشتمل القسم الأول على الأراضي الزراعية بمنازلها وسكانها، ويشتمل القسم الثاني على الأطم أو الآطام(2). كانت أهمية الآطام عظيمة في يثرب، فكان يفزع إليها أفراد البطن عند هجوم العدو ويأوي إليها النساء والأطفال والعجزة، حين يذهب الرجال لمقاتلة الأعداء، وقد كانت الآطام تستعمل كالمخازن تجمع فيها الغلال والثمار.
    كانت مدينة يثرب بطبيعتها منطقة زراعية، وكان أكثر اعتماد أهلها على الزراعة والبساتين، وكان من أهم حاصلاتها التمر والعنب، فكانت فيها جنات النخيل والأعناب، وجنات معروشات وغير معروشات، وزروع ونخيل صنوان وغير صنوان. وقد منحت طبيعة يثرب، وهي بركانية التربة، أراضيها خصباً زائداً، وهي ذات وديان كثيرة، تفيض بمياه السيول، فتروي أرضها وتسقي النخيل والزروع، اشتهر منها وادي العقيق، الذي كان منتزه المدينة. وكان لأهل المدينة ثروة من الأبل والبقر والأغنام، ويستخدمون الإبل في إرواء الأراضي ويسمونها بـ " الإبل النواضح " وكانت لهم مراعي اشتهرت منها " زغابة " و " الغابة ". وكانت في المدينة عدة أسواق، أهمها " سوق بني قينقاع " مركز بيع المنسوجات القطنية والحريرية، والنمارق الملونة والسور المرسومة.
    وقد توسعت الحياة في المدينة بعض التوسع، ورقت بحكم طبيعة أهلها. وهكذا لم ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين من مدينة مكة إلى قرية يثرب بل انتقل من مدينة إلى مدينة، وإن كانت هي الأخرى تختلف عن الأولى في مظاهر كثيرة للحياة، وكانت أصغر منها نسبياً، ولكن الحياة فيها كانت أكثر تعقداً، والقضايا التي يواجهها الرسول أكثر تنوعاً، لوجود ديانات وبيئات وثقافات مختلفة، لا يتغلب عليها ولا يصهر المدينة كلها في بوتقة عقيدة واحدة.
    كيف استقبلت المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
    وسمع الأنصار بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يخرجون كل يوم إذا صلوا الصبح إلى ظاهر المدينة، ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يبرحون حتى تغلبهم الشمس على الظلال، فيدخلون بيوتهم، وكان الزمن زمن صيف وحر.
    وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الناس البيوت، وكان اليهود يرون ما يصنع الأنصار، وكان أول من رآه رجل من اليهود، فصرخ بأعلى صوته، وأخبر الأنصار بقدوم رسول الله، فخرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة، ومعه أبو بكر رضى الله عنه في مثل سنه وأكثرهم لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، وازدحم الناس، ما يميزون بينه وبين أبي بكر، وفطن لذلك أبو بكر، فقال يظله بردائه فانكشف للناس الأمر.
    واستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار، حتى انتهوا إليها فقالت الأنصار: انطلقا آمنين مطاعين، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بين أظهرهم، فخرج أهل المدينة حتى أن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيهم هو ؟ أيهم هو ؟، يقول أنس رضى الله عنه فما رأينا منظراً شبيهاً به(1).
    وكبر المسلمون فرحاً بقدومه، وما فرحوا لشيء في حياتهم كفرحهم بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت المدينة باسمة الثغر، ترفل في حلل الفرح والفخر، وكانت بنات الأنصار ينشدن(2) في سرور ونشوة.
    طلع البدر عليها
    وجب الشكر علينا
    أيها المبعوث فينا
    من ثنيات الوداع
    ما دعا لله داع
    جئت بالأمر المطاع

    وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، آخى بينهم على المواساة، وكان الأنصار يتسابقون في مؤاخاة المهاجرين حتى يؤول الأمر إلى الاقتراع، وكانوا يحكمونهم في بيوتهم وأثاثهم وأموالهم وأرضهم، ويؤثرونهم على أنفسهم. وقد يقول الأنصاري للمهاجر أنظر شطر مالي فخذه، فكان من الأنصاري الإيثار، ومن المهاجر التعفف وعزة النفس، وكان هذا الإخاء أساساً لإخاء إسلامي عالمي فريد من نوعه، ومقدمة لنهضة أمة ذات دعوة ورسالة، تنطلق لصياغة عالم جديد قائم على عقائد صحيحة معينة وأهداف صالحة منقذة للعالم من الشقاء والتناحر والانتحار وعلى علاقات جديدة من الإيمان والإخاء المعنوي والعمل المشترك، وكان هذا الإخاء المحدود بين المهاجرين والأنصار طليعة وشريطة لاستئناف حياة جديدة للعالم والإنسانية، لذلك خاطب الله هذه الحفنة البشرية في مدينة صغيرة بقوله: { ألا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير }(1).
    ولما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، واستحكم أمر الإسلام، وكان الناس يجتمعون إليه للصلاة في مواقيتها بغير دعوة، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم طرق الإعلان التي اعتادها اليهود والنصاري من بوق وناقوس ونار، أكرم الله المسلمين بالأذان، فأراه بعضهم في المنام، فأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه للمسلمين، واختير بلال بن رباح الحبشي للأذان، وكان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إمام المؤذنين إلى يوم القيامة.
    عدوله 2009
    عدوله 2009
    الاشراف
    الاشراف


    عدد المساهمات : 42
    تاريخ التسجيل : 19/05/2009
    العمر : 46
    البلد : ام دوم

    هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة Empty رد: هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

    مُساهمة من طرف عدوله 2009 الثلاثاء يونيو 02, 2009 3:39 am

    طلع البدر عليها
    وجب الشكر علينا
    أيها المبعوث فينا
    من ثنيات الوداع
    ما دعا لله داع
    جئت بالأمر المطاع





    [url]هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة Get-6-2009-o14gvqd2 [/url]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 10:42 am