في اليوم التالي , طلب عبدالله من زوجته تحضير العدة للخروج في رحلة الى البر , واصطحبوا الوالد الضرير معهم ,,
دخل عبدالله بسيارته الى اعماق البر , حيث لا يراهم احد , ثم تركوا الوالد الضرير هناك , ورجع هو وزوجته , التي كانت تهنئه على ما فعل , وتهون عليه بان والده بلا شك سيموت قريبا , و انهما سيرتاحان من هذا الهم ,, وظن هو وزوجته ان فعلتهما لن تكشف , وان جريمتهما لن تظهر , لكن الله سبحانه لم يكن غافلا عن مكرهما بهذا الشيخ الضرير المسكين ...
اما الوالد , فقد احس ان ابنه قد ابتعد عنه , وظن بطيبة الاباء المعتادة , ان ابنه قد يعود قريبا , او انه ضيعه دون قصد في هذا المكان , فبدا يمشي وحده تحت اشعة الشمس الحارقة , مع انه ضرير , وينادي باعلى صوته : يا عبدالله , يا عبدالله , اين ذهبت يا بني ..
وبقي على هذه الحالة فترة طويلة , فعطش عطشا شديدا , وجف حلقه , وكاد ان يموت في ذلك المكان , لو لا رعاية الله سبحانه وتعالى له , ,
و بينما احد بدو الصحراءالساكنين بالقرب من ذاك المكان يتفقد مزرعته , اذا به يري خيالا يتحرك من مسافة طويلة , فادرك بحسه البدوي ان هذا الشخص ضائع في الصحراء , فأسرع الى منزله واخذ كمية من الماء , ثم ركب سيارته وانطلق مسرعا ..
عندما وصل , استغرب اشد الاستغراب من وجود هذا الشيخ الكبير الضرير في هذا المكان لوحده , فنزل من سيارته , وبينما هو غارق في استغرابه , اذا بالشيخ يناديه بعد ان احس به وسمع صوت محرك السيارة , يا عبدالله اين ذهبت وتركت والدك هنا ..
فعرف البدوي ان هناك سرا في الامر , و عزم على معرفة ذلك السر
اخذ العجوز الى منزله , فأطعمه وسقاه , والبسه ثيابا جديدة , واكرمه اشد الاكرام , وامر زوجته وابنائه ان يهتموا به ,, في اليوم التالي جاء البدوي الى العجوز , فقال يا والدي , انا مستغرب من وجودك في الصحراء لوحدك , والحمد لله الذي جعلني سببا في نجاتك , فكيف وصلت الى هنا ؟
قال العجوز , لقد جئت مع ابني وزوجته الى هنا , ثم اضعتهم , فلعلك تبحث عنهم , قال البدوي حبا وكرامة , لكن اخبرني عن مكان سكنكم , ولحسن الحظ , فان العجوز اخبره عن مكان المنزل بدقة , والحي الذي فيه المنزل ..
شك البدوي في الامر , واستغرب ان يضيٌع احد والده في ذاك المكان الموحش بهذه السهولة , فلم يذهب الى الابن العاق مباشرة , وانما ذهب الى الحي الذي يسكن فيه الابن , واخذ يسال الناس عن الشيخ باسمه , فقالوا ذاك بيت ابنه , ولكن الشيخ ذهب الى اقاربه في مكان بعيد منذ عدة ايام ..
عرف البدوي ان الابن العاق قد ذهب بوالده الى البر ليتخلص منه , ثم اشاع بين الناس ان الوالد ذهب الى اقاربه ,, فعزم البدوي على فضحه أمام الناس , و أخذ يخطط لذلك ..
ذهب الى المسجد الذي يصلي فيه الابن العاق , فصلى بقربه , ثم فتح معاه موضوعا , وتعرف عليه قليلا , ثم تركه ,,
في اليوم التالي , فعل نفس الشيء , وهكذا الى أن توطدت العلاقة بينهما , فقال البدوي للابن العاق , سأدعوك الى منزلي للغداء , فاتمنى ان تلبي دعوتي عربونا لصداقتنا , فقبل الابن العاق , وحددا يوم الدعوة ,,
بعد ذلك , قام البدوي بدعوة كبار القوم , من المشائخ والتجار والفضلاء , و حدد لهم نفس يوم الدعوة ,,
ولما كان ذلك اليوم , اعد البدوي مفاجاة كبيرة للابن العاق , فقد أتى البدوي بالشيخ الضرير , والبسه ثيابا جديدة , ثم اجلسه في صدر المجلس ,,
و اخذ يستقبل الضيوف , الى ان امتلا المكان , ثم وصل الابن العاق , فدخل المجلس , واخذ يسلم على الحاضرين واحدا واحدا , وهو مستغرب من كثرة الضيوف , وكيف انهم من كبار القوم , وبينما هو يقترب من صدر المجلس , اذا به يرى شيخا ضريرا يشبه والده , لكنه قال لنفسه , هذا ليس والدي , لقد مرت فترة طويلة , فمؤكد انه قد مات في الصحراء , ولما وصل الى صدر المجلس , راى والده امامه , فوقف مذهولا , وهو يرى والده في أحسن حال , وعليه ثياب جديدة ..
عند ذلك فجر البدوي المفاجاة , فقال يا ايها الفضلاء , هذا الرجل اراد قتل والده , بان تركه وسط الصحراء , ثم اشاع بين الناس ان والده ذهب الى اقاربه في مكان بعيد ,,
فاسقط في يدي الابن العاق , و سقط مغشيا عليه وسط المجلس , بعد هذه الصاعقة التي نزلت على راسه , و كل ذلك امام كبار القوم وفضلائهم ,,
بعد فترة قصيرة , اصيب الابن العاق بالسرطان في قدميه , فاضطر الاطباء لبترهما من فوق مستوى الركبة , ثم اصيب بشلل في يده اليمنى , فلم تبق الا يده اليسرى التي يستخدمها في الاستنجاء , فاصبح مجبورا على الاكل بها ...
ولا حول ولا قوة الا بالله
اما والده الشيخ , فقد بقي في منزل البدوي , معززا مكرما مرحبا به , فكان البدوي ابنه الذي لم يلده ,,
وقد روى هذه القصة هذا الابن العاق بنفسه , لاحد الدعاة الفضلاء , و طلب من الداعية نشر هذه القصة , لعلها تكون عبرة لمن يعق والديه ...
فاقول يا اخوتي , ان العقوق , معصية عظيمة جدا , فطوبى لمن يبر بوالديه , وويل ثم ويل لمن يعقهما , لان العقوق من اكبر الكبائر , وهو مقرون بالشرك وقتل النفس ,,
روى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال :سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر ( الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، وشهادة الزور ) .
احببت ان انقلها لكم لأخذ العِضه والعبره منها
[[[ فكما تُدين تُدان ]]]
منقول
الثلاثاء مارس 08, 2011 12:41 am من طرف حسبو عبد الله
» أخبار رياضية ساخنة
الثلاثاء مارس 08, 2011 12:25 am من طرف حسبو عبد الله
» الاقتراحات و المساعدة
الخميس يوليو 09, 2009 8:32 pm من طرف حسبو عبد الله
» معلمه سالوها لماذا لم تتزوجي .. ؟
الثلاثاء يونيو 23, 2009 2:47 am من طرف بابكر كلمون
» الرسول صلى الله عليه وسلم القائد
الثلاثاء يونيو 23, 2009 2:42 am من طرف بابكر كلمون
» رجـــال من ذهــب
الأحد يونيو 14, 2009 3:56 pm من طرف عدوله 2009
» تخيل وجدت هذه الرساله في بريدك الأكتروني بماذا سترد عليها؟؟؟؟؟؟
الأحد يونيو 14, 2009 3:22 pm من طرف ام احمد
» قصة عن عقوق الوالدين
الأحد يونيو 14, 2009 3:02 pm من طرف ام احمد
» فطنة اعرابي
الأحد يونيو 14, 2009 2:41 pm من طرف ام احمد