ام دوم اون لاين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ملحمة قلقامش

    avatar
    حسبو عبد الله
    ادارة المنتديات
    ادارة المنتديات


    عدد المساهمات : 23
    تاريخ التسجيل : 11/05/2009
    البلد : ام دوم

    ملحمة قلقامش Empty ملحمة قلقامش

    مُساهمة من طرف حسبو عبد الله السبت مايو 30, 2009 7:46 am

    ملحمة قلقامش

    تتألف هذه الملحمة من اثني عشر لوحاً, مدونة باللغة البابلية؛ عثر على معظمها في مكتبة (آشور بانيبال) (669 – 626 ق.م) في (نينوى) عاصمة الإمبراطورية الأشورية, ويعود زمن استنساخ هذه الألواح الطينية الأشورية إلى القرن السابع قبل الميلاد (668 – 626 ق.م) كما عثر في مدن أخرى على ألواح تحمل أجزاء من الملحمة, أغلبها يعود إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد (العصر البابلي القديم) (2004 – 1594 ق.م) .

    وقد عثر على أجزاء منها في آسيا الصغرى وفلسطين, كما ترجمت إلى لغات قديمة أخرى, كالحثية, والخورية.
    إن ملحمة جلجامش التي تستمد أصولها من الفكر السومري, تتناول موضوعاً إنسانياً محضاً, وتتعامل مع أشياء في عالمنا الدنيوي مثل: الإنسان, الطبيعة, الحب, المغامرة, الألفة, الصداقة, والصراع والموت الذي هو محور الملحمة.
    جزء من الملحمة :

    مقدسة هي المدينة التي منحت لكم, ومقدس بلد دلمون,

    مقدس سومر, . . . ومقدس بلد دلمون,

    بلد دلمون مقدس, بلد دلمون نقي,

    بلد دلمون مغمور بالنور, متميز بالإشعاع,

    يوم أقيم الأول في دلمون, حيث استقر إنكي مع زوجته,

    أصبح المكان هذا نقياً ومشعاً بالنور .

    الغراب لا يصيح في دلمون, والحجل لاتوصوص,

    الأسود لا تقتل أحداً,

    والذئب لا يلتهم الحمل الوديع, لم يكن الكلب يتقن إخضاع الغزلان,

    ولم يكن الخنزير البري يأكل الحبوب,

    لم تكن طيور السماء تأتي لتنقر شعير الأرملة وهو يجف على السطح,

    ولم تكن الحمامة تحني رأسها,

    ولم يكن أي مريض العينين يشكو من مرض عينيه,

    ولا مريض الرأس كان يشكو من مرض رأسه,

    لم تكن أي امرأة عجوز تقول : "إنني عجوز",

    ولا الرجل العجوز يقول : "إنني عجوز

    يا جلجامش لم يعبر البحر من قبلك أحد

    إجل ! أن شمش القدير يعبره حقاً

    ولكن, من غير شمش يستطيع عبوره ؟

    إن عبوره شاق وعسير

    وما عساك ستصنع حين تبلغ مياه الموت العميقة

    إلى أرض الأحياء تاق السيد إلى السفر,

    إلى أرض الأحياء تاق جلجامش إلى السفر,

    فقال لخادمه إنكيدو :

    "أي إنكيدو, إن الختم والأجر لم يأتيا بالمصير المحتوم بعد .

    ولسوف أدخل أرض الأحياء وأخلد لنفسي هناك ذكراً .

    في الأماكن التي رفعت فيها الأسماء سأرفع اسمي,

    وفي الأماكن التي لم ترفع فيها الأسماء سأرفع اسم الآلهة" .

    فأجابه إنكيدو :

    "أخبر أوتو, البطل أوتو,

    فتلك الأرض في رعاية أوتو, بلِّغ أوتو ."

    فرفع جلجامش بيديه جِدْياً تام البياض,

    وضغط إلى صدره جِدْياً أسمر, قرباناً,

    وأمسك بيده صولجان سيادته الفضي,

    وتوجه بالقول إلى أوتو السماوي :

    "أي أوتو, إني لداخل أرض الأحياء فكن نصيري .

    إني لداخل أرض الأرز الجبلي فكن معيني" .

    فأجابه أوتو :

    "إنك لمقاتل نبيل حقاً . لكن ماهي بغيتك من تلك الأرض ؟" .

    "أي أوتو, سأتوجه إليك بكلمة علك تصغي إلي,

    وكلام أسمعك إياه علَّك تنصت إليّ :

    في مدينتي يموت الرجل كسير القلب,

    يقضي الرجل حزين الفؤاد .

    أنظر من فوق السور

    فأرى الأجداث الميتة طافية في النهر,

    وأرى أني سأغدو مثلها حقاً .

    فالإنسان مهما علا, لن يبلغ السماء طولاً

    ومهما اتسع لن يغطي الأرض عرضاً .

    ومادام الختم والآجر لم يأتيا بالمصير المحتوم بعد,
    إن الموت قاس لا يرحم

    هل بنينا بيتاً يدوم إلى الأبد ؟

    هل ختمنا عقداً إلى الأبد ؟

    وهل يقتسم الأخوة ميراثهم ليبقى آخر الدهر ؟

    الفراشة لا تكاد تخرج من شرنقتها فتبصر وجه الشمس

    حتى يحين أجلها

    ولم يكن دوام وخلود أبداً

    ما أعظم الشبه بين النائم والميت

    ألا تبدو عليهما الهيئة ذاتها ؟


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 2:25 pm